الحمار... "Petit Taxi" مدينة مولاي إدريس زرهون

الحمار... "Petit Taxi" مدينة مولاي إدريس زرهون

الحمار... "Petit Taxi" مدينة مولاي إدريس زرهون

لكيْ تتجوّل في مدينة مولاي إدريس زرهون، خصوصا في فصل الصيف الذي تشتدّ فيه الحرارة بالمدينة ويعمّ الجوّ القائظ ليلا ونهارا، يجب أن تتمتّع بلياقة بدنية جيّدة، لكوْن الطبيعة الجبلية للمدينة تحتّم على زائرها، إن أراد التجوّل بين حاراتها الضيقة أن يتعمدَ على رُكبتيه، في ظلّ غياب أيّ وسيلة أخرى للتنقّل.
http://t1.hespress.com/files/taxizarhoune3_258915873.jpg
ففي مدينة مولاي إدريس زرهون، لا توجد سيارات أجرة صغيرة، ولا عربات مجرورة أو يدويّة. الطبيعة العمرانية للمدينة الجبليّة الصغيرة، التي تتشكل أزقّتها العتيقة التي لا تفصل بين بيوتها البسيطة المتّشحة بالبياض سوى مترين في أحسن الأحوال، من أدراج ومنحدرات، لا تسمح بولوج السيارات، ولا العربات، أو حتى الدراجات النارية والعادية، لذلك فإنّ الوسيلة الوحيدة التي تؤمّن نقل البضائع وتنقل كل شيء هنا هي الحمار.
http://t1.hespress.com/files/taxizarhoune2_685602297.jpg
ولأنّ الحمار في مدينة مدينة مولاي إدريس زرهون يقوم بكل الأدوار، بدْءا من حمْل الأزبال التي يجمعها عمّال النظافة في الصباح الباكر، وينقل البضائع من شاحنات توزيع المواد الغذائية نحو محلات البقالة، ويحمل سلال المواطنين من السوق نحو بيوتهم، وموادّ البناء التي تفرغها الشاحنات في مدخل المدينة نحو أوراش البناء، فإنّ سكان مدينة زرهون يُسمُون الحمار "Petit Taxi" المدينة.
انطلاقا من الدور الحيوي الذي يلعبه الحمار في مدينة إدريس الثاني، جاء اختيار أعضاء جمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة، لتنظيم مهرجان "Festibaz" لتكريم الحمار، "لإعادة الاعتبار لهذا الكائن الجميل والصبور، باعتباره جزء من بيئتنا الجبلية، وأحد ركائز الحياة بها"، حسب التعريف الذي تشرح به الجمعية في ملصقها داعي اختيار هذه المنظقة بالضبط لتنظيم مهرجان على شرف الحمار.
http://t1.hespress.com/files/taxizarhoune4_594015135.jpg
يقول الفاعل الجمعوي وابن المدينة زكرياء شواي، مُعلّقا على الدور الهام الذي للحمير في مدينته "لو لم تكن الحمير موجودة، لما كان هنا بيْت واحد في زرهون"، ويضيف أنّ الطبيعة الجبلية للمدينة، تجعل من المستحيل على شاحنات نقل موادّ البناء الوصول إلى عُمق المدينة، إذ تكتفي بإفراغ الموادّ في مدخل المدينة، وبعد ذلك يأتي دور الحمير لكي تنقلها إلى المكان المقصود.
هذه العمليّة، حسب زكرياء، تجعل بناء بيت في مدينة زرهون أغلى من بنائه في مدينة مكناس مثلا، أوْ أي مدينة أخرى، إذْ أنّ ثمن نقل حمولة شاحنة واحدة من الرمل على متْن حمار بعد أن تُفرغها الشاحنة، يصل إلى 350 درهما، ويضيف أنّ الحمار في بني عمار هو كلّ شيء، وبدونه فإنّ المدينة سيعمّها الشلل، في المجال الاقتصادي، وفي جميع مناحي الحياة.
http://t1.hespress.com/files/taxizarhoune1_451969755.jpg
ولأنّ للحمار أهميّة كبرى في حياة سكان مدينة مولاي إدريس زرهون، فإنّ ثمن الحمار يبتدئ، حسب ابن المنطقة علال، من 2500 درهم، ويصل إلى 550 أو 6000 درهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق